وهذه كتابة تختلف من نوعها عن ما عودتكم عليه أيها القراء الأعزاء انقل لكم قصصا من الحياة وأتمنى أن تنال الإعجاب...
عبير هي التي كان يشهد لها الجميع بنبل أخلاقها ووفائها هي التي كانت تمسح الدمع عن خدود الآخرين هي التي كانت ترسم الدمعة على وجنتيها مراعاة لمشاعر الآخرين الذين ذلهم القهر والألم...
عبير التي عاشت للجميع ولم يعش لها يوما احد.
حنان يسيطر على جميع البشر,قلب يشع للجميع ,لسان يحب أن يعيش في ذكرى البشر وقلب يحب أن يعيش في هواءهم وعين تحب أن تراهم لكي لا يكون حسرة وألم على فرقاهم..تلك هي عبير التي طالما عرفها الجميع بتلك الصفات الجميلة .
لا أقول لكم بأنها مجرد فتاة تمشي على الأرض لو لم أكن على يقين بان الملائكة لا تمشي على الأرض لشبهتها بالملائكة كما يقول الجميع..
عبير صاحبة العيون العسلية والوجنتان الحمراوات وذات الشعر الحريري الذي يسدل على كتفيها عبير صاحبة الساقان الطويلان والجسد المتناسق صاحبة المشية المتزنة..عبير التي عشقها الجميع عبير التي طالما سمعت للبشر ولم تحكي وتشكو لهم يوما عن آلامها فقد قررت أن تفصح لهم عن حزنها الذي طالما كانت تحاول أن تخفيه إلا انه كان يظهر في نظراتها الحزينة وضحكاتها التي كانت تئز كأزيز النيران ..عبير الإنسانة الرقيقة تحكي لنا قصتها مبتداءة بالبكاء
ربما نعيش في زمان غير زماننا ووطن لنا ولكنه يعيش فينا وسكتت. الجميع دهش من كلام عبير التي تحكيه ولأول مرة ..تعاود وتقول
بدى لي ساذجا واثقا بريئا لا يمكنه اغتيال الأحلام ولكنه عكس ما حدث ,وتجهش بالبكاء وهي تقول أحلام مغتالة وأوهاما تكاد تخنقني في عصر الجنون هذا ,أشخاص يختفون خلف الستار ليثبتوا براءتهم وأنهم بعيدين كل البعد عن الغدر والخيانة وهما صفتان الواحدة أبشع من الأخرى ..
حتى الآن لا أنكر عليكم بأنني قد فهمت قصة عبير فعبير حتى الآن تتكلم بالألغاز ولم تدخل في صلب الموضوع ...
تواصل عبير قصتها قائلة أعطيت الجميع حنانا ولكنني لم أحظى به يوما طالما حاولت أن اخفي أحزاني وارسم البسمة على وجهي لأثبت لكم بأنني لا املك الحزن ولا المشاكل وتنهدت قائلة جميعكم تحظون بالآباء والأمهات إلا أنا لا املك أبا يحميني من غدر الزمان فقد اغتالوه دون ذنب اغتالوه لأنهم اشتبهوا به بأنه قائد للعسكرية فقط للاشتباه قتلوه ورموه طلقا بالرصاص...
آه كم هي مؤلمة قصة عبير فكيف لها أن تستحمل رؤية أباها يقع أرضا تحت ناظريها ولا تستطيع تقديم المساعدة فكيف لها أن تتقبل موت أبيها بسبب الاشتباه به ليس أكثر ؟!
اذكر أن عبير في ذلك اليوم التي حدثتنا تلك القصة لم تتوقف عن البكاء فقد كان ذكرى موت أبيها وقد كانت قد اختفت البسمة عن وجهها وأصبح شاحب اللون من كثرة البكاء..
عبير تلك الإنسانة الرقيقة صاحبة الروح الجميلة التي لم يسمح لها كبريائها يوما أن تظهر أحزانها أمام الجميع لتشاركهم أحزانهم اعتقادا بأنها لا تملك الأحزان...
فاليوم عبير تحتاج إلى من يواسيها في ذكرى موت أبيها..
عبير التي لطالما شاركت من حولها أحزانهم وأفراحهم تحتاج ليشاركوها أحزانها اليوم ليخففوا عنها ألما كانت تحبسه لتذهب إلى مخدتها وتغرقها بدموع الألم والشوق واللوعة على فقدانها لأبيها..
فاليوم عبير لا تملك إلا أمها المقعدة التي تضيء درب عبير والأمل الذي تعيش عليه عبير ,عبير طالما كانت تقول لولا أمي لما تمنيت أن أعيش لحظة واحدة فهي من جعلتني أحيا بسعادة وهناء وهي من تنير دربي ..
التقينا بأمها فوجدناها مقعدة ولكنها تمتلك حنية غريبة من نوعها فقد كان يظهر بلهجتها بأنها إنسانة رائعة. عندها عرفنا مصدر حنان عبير الذي طالما عشقناه ..
عبير التي كانت تتحدى الظلم والوجع والألم أمام الناس كانت تسدل دموعها من عيناها لتملأن مخدتها قبل خلودها إلى النوم .تلك هي عبير التي منحت الجميع كل شيء فإنها ألان نفقد كل شيء ,عبير تلك الإنسانة الرقيقة الجبارة رغم كل مصائبها استطاعت أن تكتم أحزانها لتتغلب على القضاء والقدر... أحبت الحياة وعشقتها وكانت فيها روح الحياة لتثبت للحياة مدى قوتها فاليوم هزمتها الحياة حيث رأت أمها الوحيدة التي تعشقها في الحياة أصبحت مقعدة فتلك هي قصة عبير.