دخلت مدنا عني غريبة
لأجد فيها أناس ٍ كذلك غريبون
أباعث نظراتي الصغيرة
علي أجد أطفال ٍ يمرحون
أرى رجالا ً ونساءا ً واطفالا ً بكثرة
يضحكون ويعملون ويلعبون
أسواق ً ذو رائحة ً متنوعة ً مثيرة
كالساقة والعطارين والبياعون
وضعت رجلي على طرق ٍ خطيرة
لكنها لم تكن اخطر من طرق الحب الملعون
اصطبحت أراهن نفسي أن لا أقع بسهولة
لما أجد من كلاب يلهثون
يذهبون إلى تلك وتلك بفترة وجيزة
للتسلية والشفقة وليس للحب باحثون
يأدون صلاة الفجر والعصر والظهيرة
ومن بعدها أيديهم يلوثون
آراهم بالعلم والثقافة بمرتبة ٍ كبيرة
لكنهم بالعقل والقلب يفتقرون
احدهم يقول انه روميو كالقصة الشهيرة
وهو ليس إلا بقلب نجس وأمثاله يملكون
احدهم يحب مرة ومرتان وثلاثة
وهم بمعنى الحب لمجهولون
احدهم اشك بأنه ابن ُ للعروبة
لاغتسال قلبه بعادات الغرب الكافرون
واحدهم يرى بالأنوثة رجولة
وهو لا يعلم أننا بالمجتمع لمتشبثون
وفئة اخرى انعتها بالفقيرة
لما تخسره من تفكير المتفكرون
لأنها بالصداقة والإخلاص خائنة سكيرة
وأنا لم أكن سوى الغبية من هؤلاء المسحوقون
اكتب كلمات ٍ تأتي بالسبب والنتيجة
والسبب لي والنتيجة للناظرون القارؤون
لا أنكر أني اكتب من حياتنا مصيبة
لا تقل عن مصيبة أطالت الليل للساهرون
أقاهر الصبر بهذه الحياة الفريضة
وأقاوم عسى أن لا أكون كما الهالكون
فمنهم من يرى الناس بأعينه حقيرة
وهو بأمثاله للنيران لذاهبون
أما أنا سأضع راسي على وسادتي والعين قريرة
لعلي أجد الملائكة لي ضاحكون...