كفاك يا انسان
شربا وادمانا
معلنا الانهزام
ووقوعك ضحية
في يد الايام
لتقرر الابحار الى النسيان
وترفع راية الاستسلام
وتطفئ كل الالوان
ساكبا الخوف في عيون
لم تنم
فهي حين تراك
لا تدرك ان كنت يقظا
ام لستَ من هذا الزمان
فبكل الاحوال انت من النيام
رأيتك هناك ...
جالسا على مقعد خشبي
ومن حولك الاشجار
تشرب وتتجه نحوك الانظار
وتدعو صديقك ليشاركك الخمر
كانها فرحة لن تعود
لم تثير شفقتي
فمخيلتي لم تكن حاضرة لديك
كانت تائهة في بحور القلق والخوف
ففيها رأيت عائلتك
سمعت شهيق زوجتك
وصراخ اطفالك
وتمتمة لعنتهم اياك
فعند دخولك بيتك
يخيم الظلام
وبخروجك منه
تشرق شمس الصباح
ويبدأ ترميم العناء
وتجديد امل البقاء
الى ان ترجع وتكسر
كل ما قاموا به من بناء
فلتصحُ ولتعد حساباتك
ولتنظر في عيون اطفالك
ستجد انها تبحث عن لمساتك
لمسات الاب الصاغي
ولا الساهي
انت قادر..
على تحويل البكاء الى ضحكات
والشهقات الى اشتياقات
وتحويل الظلام الى نهار
واعادة الحلم الذي انهار
فبعد السقوط نهوض
وبعد الضعف قوة
املأ قلبك بالايمان
ويدك بالعطف والحنان
كي تمسح دموعا
تسببت في ذرفها
عائلتك تنتظرك
وستفرح لقرارك
ان تصبحوا يدا واحدة
وقلبا واحدا
حينها لن تسمح لضعفك
باللجوء الى الشرب والادمان
لانها وسيلة لا يعرفها سوى
الانسان الجبان
(المشهد)